الذوق قالوا في المثل ( من عَلَّمك الذوق قال قليل الذوق) موقفان طريفان حصلا معي اليوم وصلت أنا وزوجتي إلى أحد المولات وهممت بفتح الباب الزجاجي لندخل وكان في الجهة المقابلة شاب يتقدم نحو الباب للخروج ولكننا وصلنا قبله وفتحت الباب لتدخل زوجتي ومن ثم أدخل بعدها ولكن الشاب لم ينتظر دخولنا ولا كبر سننا وخرج ومما أغاظني بعد خروجه التفت إلي وقال شكراً وكأنني فتحت الباب لفخامته نظرت إليه ثم إلى زوجتي وسألتها هل شاهدت أقل من ذوقه وقفت أما كومة من الخيار في أحد السوبر ماركات لأنتقي قليلاً منه وبعد قليل جاء رجل ووقف بجانبي وملاصقاً لي يريد أن ينتقي أيضاً علماً بأن المكان واسعاً ومما أغاظني منه أنه ترك كومة الخيار وأصبح ينتقي من الخيار الذي أمامي علماً بأن الخيار كله من صنف واحد وقفت ناظراً إليه عله يذوق أو يخجل ولكن لاحياة لمن تنادي، هذان الموقفان مع قليلي الذوق جعلاني أقارن بين هؤلاء وبين شخص أعرفه رحمه الله تعالى لم أسمع بمن أكثر منه ذوقاً كان إذا أراد أن يمشي ليلاً في داره يخاف أن يزعج الجيران بصوت مشيته ، حتى وعندما يقرأ في كتاب أو صحيفة ليلاً يفتح الصفحات بتؤدة لكي لايزعج أحداً بصوت حركة الورق، ولهذه المفارقة بينه وبين من شاهدتهم اليوم أردت أن أكتب قليلاً عن الذوق ، فما هو هذا الذوق الذي يرتبط بسلوكنا وكيف نفرق بين من يملك الذوق وبين قليل الذوق وهل الأسرة والمجتمع الذي يعيش فيه الشخص له علاقة بذلك؟ وهل كلمة شكراً أو عفواً تعبر عن الذوق أم الذوق هو أفعال يقوم بها الإنسان؟ فالذوق هو نتائج تربية وسلوك الفرد والذوق هو حسن الإستماع للآخرين وعدم مقاطعتهم أو الاستخفاف بآرائهم الذوق هو إحترام رأي الآخرين وعدم الإساءة لأفكارهم ومعتقداتهم ، الذوق هو عدم جرح مشاعر الآخرين بكلمة أو سخرية ، الذوق حسن الكلام وحسن المخاطبة، الذوق هو إحترام الكبير وتقديره ومساعدته، الذوق هو مساعدة المحتاجين والرأفة بهم ، الذوق هو إحترام المكان الذي تكون فيه حتى ولو كان شارعاً ، الذوق هو أن يكون هندامك يتلاءم مع المجتمع الذي تعيش فيه، الذوق هو عدم مزاحمة الآخرين وتجاوز دورهم، الذوق هو إحترام الطريق والتقيد بأنظمة المرور عندما تقود سيارتك ، الذوق هو أن لاتجلب معك طفلك الصغير إلى المسجد ويكون مصدراً لإزعاج المصلين، الذوق هو أن لاتدخل المسجد وأنت مريض وتكون سبباً في نقل العدوى للآخرين، إذا كنت موظفاً فالذوق أن تقابل المراجعين بوجه بشوش وتؤدي واجبك تجاههم ، فالذوق هو أفعال لا أقوال، وأبعد الله عني وعنكم قليلي الذوق ومع تحيات/ فهد مختار