2 May، 2024 هل السنة قاضية على القرآن..؟؟ د ماجد بدوية

هل السنة قاضية على القرآن..؟؟✳️
ا🔷♦️🔸🔸🔸🔷🔸🔸🔸♦️🔷ا
قالوا: السنة قاضية على القرآن، وليس القرآن بقاض على السنة. والكتاب أحوج إلى السنة من السنة إلى الكتاب.
سُئل الإمام أحمد هل تذهب إلى أن السنة قاضية على كتاب الله؟
فقال: ما أجسر أن أقوله، إنما السنة مبينة لكتاب الله.
إذاً المسألة لفظية فقط، كأن الإمام أحمد كره هذا اللفظ الذي يتصور منه تقديم السنة على القرآن، فلأجل هذا تحاشى الإمام أحمد إطلاق اللفظ، وأتى بلفظ يفهم منه المعنى تماما، وهو أن السنة مبينة للقرآن.
ومعنى أن السنة قاضية على القرآن أنه إذا اختلف اثنان فيتحاكمان إلى القاضي، وكل واحد يدلي بما عنده من دليل، فيقول القاضي:
الحق مع فلان الذي ثبتت حجته وظهرت واستبانت، وكذلك السنة، فمثلا قال الله تبارك وتعالى:
نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم [البقرة:٢٢٣]
قال الشافعي رحمه الله: هذه الآية حجة لمن ذهب إلى جواز إتيان المرأة في دبرها، ولكن صح عندنا حديثان في منع إتيان المرأة في دبرها فالسنة قضت على أحد المعنيين في كتاب الله، وهذا معنى أن السنة قاضية على كتاب الله.
وأنا أقول:
القرآن حجة الله على خلقه عربيهم وأعجميهم عالمهم وجاهلهم، ويقتضي ذلك أن يكون ميسرا للذكر، يستطيع أن يتدبره كل الناس، وأدوات التدبر والفهم (التفقه) هي اللغة العربية والسنة النبوية، ومحاولة فهمه بدون هاتين الأداتين هي محاولة لتحريف القرآن وابتداع دين جديد (القراءة المعاصرة) .
أما أداة اللغة فمن البديهي أنها ضرورية لفهم أي نص عربي سواء أكان كلام الله أم كلام رسوله أم كلام البشر العاديين، لكنها لا تكفي لوحدها في فهم نصوص القرآن ذات الدلالة الظنية، أي النصوص التي تحتمل لغة أكثر من معنى وخصوصا في آيات الأحكام حيث لابد من حسم الخلاف وترجيح أحد المعاني، من أجل تطبيق الحكم على الناس، وهذه هي أحد مهام السنة.
أما إن لم نجد في السنة ما يحسم الخلاف، فلابد من الأخذ بالقياس والإجماع.
طاعة مقبولة وعيد مبارك للجميع.
وكل عام وأنتم بخير.