10 May، 2024 شرح الأربعين النووية الحديث الثاني عشر

الحديث الثاني عشر

"من حسن إسلام المرء"

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r "مِنْ حُسْنِ إسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ".

بين أهل العلم أن هذا الحديث مرسل ، ولكن حسنه الألباني وغيره بشواهده ، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ [رقم: 2318] ، ابن ماجه [رقم:3976] ، والحديث مع إرساله فهو صحيح المعنى مجمع عليه.

شرح الحديث وبيان فوائده :

قال أبو داود: أصول السنن في كل فن أربعة أحاديث وذكر منها هذا الحديث.

وذلك لأن هذا الحديث من الكلام الجامع للمعاني الكثيرة الجليلة في الألفاظ القليلة .

وروي عن الحسن قال: "من علامة إعراض الله تعالى عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه".

والمراد بما لا يعنيه : ما لا يعود على المرء بفائدة في دينه أو في دنياه مما شرع الله تعالى له.

فيستفاد من الحديث ترك كل مالا فائدة فيه من اللغو الباطل ككثرة الكلام بلا فائدة كما يجري في الجدال حول نتائج المباريات والحديث عن أحوال النجوم والمشاهير ، ومجالس الغيبة ، ومجالس اللهو المحرم ، أو ما يزيد عن الحاجة من اللهو المباح ، وهو ما يشغل عن الطاعات من الواجبات والمستحبات.